استهدف البحث فى المقام الأول محاولة إلقاء الضوء على بعض الجوانب المتعلقة بتنمية المجتمع الريفى المصرى وذلك من منظور أن نجاح برامج تنمية هذا الجزء من المجتمع يعد خطوة هامة وضرورية لنجاح برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة للبلاد.وقد تبين من دراسة أحوال وأوضاع المجتمع الريفى المصرى حاليا أن هناك تغيرات جوهرية قد انتابت أوضاعه وغيرت من صورته التى كان عليها فى الماضى وأصبح حاليا يقارب المجتمع الحضري، حيث أمكن رصد مجموعة من التغيرات التى حدثت فى الريف المصرى وتمثلت فى ازدياد حركة هجرة السكان الريفيين، الارتفاع فى أجور العمالة الزراعية وصعوبة الحصول عليهم، التغيرات الثقافية، التغيرات الحادثة فى الأنماط الاستهلاكية للسكان، الاستخدام الكثيف للميكنة فى العمليات الزراعية، زيادة انتشار العشوائيات وفقدان الأراضي الزراعية، فإذا ما أضفنا إلى ذلك ارتفاع معدلات الزيادة السكانية به بالمقارنة بالحضر، وانتشار الفقر النسبي فى المناطق الريفية بصفة عامة وفى محافظات الوجه القبلى على وجه الخصوص لاتضح لنا مدى الأهمية التى يجب أن توليها الدولة لتنمية المجتمعات الريفية.وقد أوصت الدراسة بضرورة تبنى استراتيجية محددة لتنمية المجتمع الريفى المصرى تقوم على التوسع فى المشروعات الإنتاجية الجادة بالريف من ناحية وإشراك الأفراد فعليا فى جهود هذه التنمية ، والاهتمام بالإنسان الريفى سواء من حيث تعليمه وتدريبه وتثقيفه، مع زيادة جهود المؤسسات التمويلية المختلفة فى مجالات التنمية الريفية.