فى الواقع فإن قضية الغذاء تعد من اهم واخطر القضايا التى يواجهها المجتمع المصرى فى وقتنا الراهن, وهى تعد انعكاسا لقضية الزراعة فى المجتمع, فلو واكب الانتاج الزراعى بالمجتمع التزايد فى الطلب عليه الناشئ عن زيادة السكان من ناحية وزيادة الاستهلاك الفردى لهؤلاء السكان من ناحية أخرى, لما ظهرت مشكلة الغذاء فى المجتمع, لذا فإن مشكلة الدراسة تتمثل فيما يعانية المجتمع المصرى من وجود ازمة فى توفير احتياجات سكانه من الغذاء, لذا فان هذه الدراسة تستهدف بصفة أساسية إلقاء الضوء على الدور على القطاع الزراعى فى تحقيق الاكتفاء الذاتى والامن الغذائى للسكان المصريين فى ظل الظروف الراهنه واهم المشكلات والعقبات التى تواجه تحقيق مثل هذا الهدف, وقد اعتمدت الدراسة بصفة أساسية على الأسلوب الاستقرائى لمجموعة من الحقائق والدراسات البحثية المتعلقة بموضوع الدراسة. وقد توصلت الدراسة إلى أن القطاع الزراعى المصرى اصبح غير قادر على تحقيق الاكتفاء الذاتى من الكثير من السلع والمنتجات الزراعية من ناحية وتحول مصر إلى دولة مستوردة للعديد من السلع الزراعية الغذائية الزراعية, حيث تقوم مصر حاليا باستيراد نحو 60% من احتياجات سكانها من الخارج الأمر الذى انعكس فى وجود عجز متزايد فى الميزانن التجارى بحيث عجزت الصادرات الزراعية المصرية عن تغطية مدفوعات الواردات منها, وهذا وفى الحقيقة فإن القصور فى أداء القطاع الزراعى المصرى يرجع إلى وجود العديد من المشكلات والمعوقات التى تحول دون قيام هذا القطاع بزيادة إنتاجه الزراعى وتحسين نوعيته لكى يحقق نسب مرتفعة من الاكتفاء الذاتى للعديد من السلع والمنتجات الزراعية المصرية, ولذا فقد أوصت الدراسة بمجموعة من التوصيات التى من شأنها زيادة الجهود المبذولة لزيادة الإنتاج الزراعى بمعدلات أكبر من المعدلات الحالية وذلك حتى يمكنها من سد العجز بين الإنتاج المحلى من السلع والمنتجات الغذائية والاحتياجات الاستهلاكية المتزايدة.