فى الوقت الذى يتزايد فيه إنتاج الحاصلات البستانية-منها البلح-بمعدل مرتفع،كما تتزايد معه الطاقة الاستهلاكية المحلية لها،وبرغم من ذلك يلاحظ أن النظام التسويقى لتلك الحاصلات يتسم بالثبات النسبى،حيث لم يتطور هذا النظام لاستيعاب التغيرات الانتاجية والاستهلاكية،ويعانى هذا النظام بصفة عامة من بعض أوجه القصور الهامة كتدهور الجودة،وارتفاع نسبة الفاقد،وعدم توافر واذاعة الاحصاءات التسويقية الهامة.. إلى غير ذلك مما يدل على انخفاض كفاءة أداء الوظائف التسويقية المصرية، والذى ينعكس بطبيعة الحال على كل من المنتج والمستهلك. ونظراً لانتاج معظم الحاصلات البستانية فى مصر فى وحدات مزرعية ضئيلة الحجم،وعدم تمركز الانتاج فى مناطق معينة،بالاضافة إلى تمركز غالبية مستهلكى هذه الحاصلات فى المناطق الحضرية البعيدة نسبياً عن مناطق الانتاج،فإن الامر يستدعى وجود وسطاء متخصصين فى تسويق هذه الحاصلات، لهذا تتعدد المسالك التسويقية للحاصلات البستانية،ومن هنا فإن الدراسة استهدفت على دراسة المسلك التسويقى لمحصول البلح فى أكبر مناطق زراعته فى مصر وهما محافظتا اسوان والوادى الجديد مع دراسة المشكلات التسويقية التى تواجهه،وذلك من خلال دراسة ميدانية تمت فيها مقابلة تجار الجملة وتجار التجزئة لهذا المحصول فى مناطق العينة البحثية،وقد تركزت مشكلات التجار فى أسوان مع ثلاث جهت هى: أولها المنتجون:وتتمثل فى خلط الاصناف مع بعضها، والمغالاة فى رفع الاسعار، وقلة الاصناف الممتازة والمطلوبة للسوق،وعدم إتمام عمليات تجفيف الثمار. وثانيها مع تجار التجزئة: وتنحصر فى مساومتهم على الاسعار، وعدم تسديدهم للثمن دفعة واحدة،وأحياناً عدم شراؤهم لكميات كبيرة من البلح. وثالثها مع الحكومة وتتمثل فى المغالاة فى فرض الضرائب الجزافية، وقلة التعويضات التى تصرفها لهم الحكومة فى حالة الكوارث الطبيعية كالسيول والامطار، وتأثير العلاقات السياسة على حركة التصدير والاستيراد كما حدث مع السوادن. أما فى محافظة الوادى الجديد فقد تركزت المشكلات التسويقية فى بدائية طرق وعمليات جمع وتداول وإعداد وتخزين ثمار البلح، وبدائية أساليب التعبئة المستخدمة، وبرغم قيام الجمعية التعاونية الزراعية بتسويق محصول البلح، إلا أن معظم كميات البلح المنتجة يتم توريدها لمصنع البلح بالوادى الجديد، والذى يقوم بتصنيعها، ويكاد يكون السعر الذى يفرضه المصنع سعر احتكاري، بالإضافة إلى ذلك اقتصار تسويق البلح خارج المحافظة على المصنع أو الجمعية التعاونية الزراعية، كما لا يسمح بخروج البلح إلا بعد إجراء سلسلة من لاجراءات الروتينية، وبعد سداد الرسوم الخاصة بذلك، وبعد التعرف على تلك المشكلات تم التوصل إلى أهم المقترحات التى يمكن بواستطها التغلب على تلك المشكلات.