استهدفت هذه الدراسة بصفة أساسية التعرف على مدى كفاءة استخدام الموارد الزراعية فى إنتاج ثلاثة من أهم المحاصيل الحقلية فى محافظة أسيوط وهى القطن والقمح والذرة الشامية من ناحية وإلقاء الضوء على العلاقة التى يمكن أن تتواجد بين استخدام هذه الموارد الزراعية فى إنتاج هذه المحاصيل والسعة المز رعية للمزارع المنتجة لها من ناحية أخرى. وقد اعتمدت هذه الدراسة بصفة أساسية على الأسلوب الوصفي والتحليلي لبيانات عينة عشوائية تم اختيارها من زراع مراكز محافظة أسيوط بلغ حجمها 350 مزارعاً، وتم استخدام الأسلوب الإحصائي المعروف بالإنحدار المتعدد فى تحديد العلاقة الدالية بين المتغيرات الإحصائية المرتبطة بالموارد الزراعية المستخدمة فى إنتاج محاصيل الدراسة من ناحية وكلا من الإنتاج الفيزيقي وقيمة الإنتاج من ناحية أخرى سواء على مستوى المزرعة ككل أو على مستوى الفئات الحيازية المختلفة. وقد أظهرت النتائج المتحصل عليها أن المساحة المنزرعة وعدد العمال المستخدمين يعدا من أهم العوامل المؤثرة على إنتاج القطن بمحافظة أسيوط، فى حين أن المساحة المنزرعة أيضاً بالإضافة إلى كمية السماد الأزوتي وقيمة المبيدات المضافة يعدا أهم العوامل المؤثرة على إنتاج القمح، أما بالنسبة لمحصول الذرة الشامية فقد كانت المساحة المنزرعة وتكلفة العمل الآلى والحيواني من أهم العوامل المؤثرة على الإنتاج الكلي منه. كما تبين من نتائج الدراسة أن قيمة الناتج الحدي لمورد الأرض قد فاقت نفقته البديلة (الإيجار السنوي للفدان) فى جميع محاصيل الدراسة، فى حين أن قيمة الناتج الحدي لعنصر العمل المستخدم فى إنتاج محاصيل الدراسة يقل عن متوسط الأجر السائد مما يعكس إسرافاً فى استخدام المورد، كذلك الحال بالنسبة للأسمدة المستخدمة حيث يوجد إسراف فى استخدامها، وقد أوصت الدراسة بإعادة النظر في كيفية استخدام الموارد المتاحة في إنتاج هذه المحاصيل الاستراتيجية.

تعد مشروعات استصلاح واستزراع الأراضي فى محافظات مصر العليا على وجه الخصوص من المشروعات التي تسعى الدولة إلى تشجيعها فى الوقت الراهن بعد إهمال كبير طال لسنوات عدة، لذا فإن هذه الدراسة تستهدف أساساً محاولة إجراء تقييم مالي واقتصادي لمشروعات استصلاح واستزراع الأراضي فى إحدى محافظات مصر العليا وهى محافظات أسيوط وذلك باعتبار أن الظروف المناخية والطبوغرافية فى هذه المحافظة تشابه إلى حد كبير مع مثيلتها فى المحافظات الأخرى (سوهاج، قنا، أسوان)، ومن ثم فإن ما يمكن أن تتوصل إليه هذه الدراسة يمكن أن يكون صالحاً للاستفادة منها فى المحافظات الأخرى بجنوب مصر. وقد توصلت الدراسة إلى أن الاستثمار فى مجال استصلاح الراضي فى منطقة أسيوط ومن ثم فى محافظات مصر العليا يعد مجدياً من الناحية المالية، وعن أى مستثمر فى مجال استصلاح واستزراع الراضي فى محافظات مصر العليا سوف يسترد أمواله المستثمر من خلال الإيرادات المتحصلة من استزراع الأراضي بعد حوالي 8 سنوات من بدء تنفيذ المشروع وإذا ما سادت الأسعار الحالية للموارد والأنتجة على ما هيه علية وقت إجراء الدراسة. كما أوضحت الدراسة أن مشروعات استصلاح وإستزراع الراضي فى محافظة أسيوط يواجهها العديد من المشاكل والصعاب، لذا فقد أوصت الدراسة بمجموعة من التوصيات التى يمكن أن تساعد فى زيادة الرقعة الزراعية من ناحية واستغلال الموارد المتاحة أحسن استغلال من ناحية اخرى.